لاسم SHAILENE WOODLEY وقعٌ بارزٌ في هوليوود لأنها مشهورة كناشطة سياسية إلى جانب أدوار البطولة التي أدتها في أفلام عديدة من مثل Divergent، The Fault in Our Stars، Big Little Lies، لتأتي إطلالتها الأخيرة في الاقتباس التلفزيوني لكتاب Lisa Taddeo الشهير، Three Women. لكنَّ تعاليها على ’لعبة الشهرة‘ وبقائها وفية لنفسها لم يكن سهلاً دوماً. وهي تتحدث هنا إلى TYLER McCALL عن عامها المؤلم وإيجادها الفرح في الأمور الصغيرة وعدم الاكتراث أخيراً لتوقعات الآخرين ورأيهم فيها
لقد حفل العام الماضي بتغيرات كثيرة في حياة Shailene Woodley، ولهذا السبب عقدت العزم على تكريس المزيد من وقتها لتقدير قيمة الأمور الصغيرة في عام 2023. ”تختلف الطريقة التي اعتني بها بنفسي اليوم كثيراً عمّا اعتدت أن أفعل“، تقول الممثلة، وهي تدفئ كفيها حول كوب من الشاي أثناء لقائنا في بوم ممطر في نيويورك. لقد أمضت الصيف في أورويا حيث استمتعت بمراقبة الإيطاليين يعيشون حياةً هانئة من دون هاتف، لتتضح لها أمور كثيرة. ”يمكنهم الجلوس على مقعد في الحديقة وتأمل الطبيعة حولهم باسترخاء، مُكتفين بذلك“ - مشهدٌ ألهمها أن تكون أكثر حضوراً في حياتها.
أتت الرحلة بعد فترة عصيبة في حياة Woodley: كانت انتهت لتوها من تصوير Three Women، الفيلم المقتبس عن بحث Lisa Taddeo، الأكثر مبيعاً حسب New York Times، عن الحياة الجنسية للنساء في الولايات المتحدة الأمريكية. تم تصوير الفيلم في كافة أنحاء نيويورك من أكتوبر/ تشرين الأول 2021 إلى مايو/ أيّار 2022، وأثبتت التجربة أنها صعبة وميّسرة في آن.
”كان التصوير شاقاً لأنني كنت أمُرّ في أحلك الأوقات وأصعبها في حياتي؛ كان الشتاء قد حلّ في نيويورك وحياتي الشخصية مزرية، لذا شعرتُ كأنني أعاني من فقاعة ألم كبيرة طوال ثمانية أشهر“، على ما تتذكّر Woodley، التي قيل إنّها انفصلت عن خطيبها السابق، لاعب كرة القدم الأمريكي، Aaron Rodgers، في أوائل العام الماضي. ”كنتُ ممتنةً لأنني تمكّنت من الذهاب إلى العمل والبكاء والتعبير عن مشاعري من خلال الشخصية التي أؤدي“.
الشخصية المعنية هي Gia (الشخصية الخيالية التي ابتكرتها Taddeo لتمثيلها) والفيلم، الذي تم إعداده بطريقة مماثلة للكتاب، يصوّر Gia تُسافر عبر الولايات المتحدة للاستماع، على التوالي، إلى قصّة Lina (تؤدي الدور Betty Gilpin)، وهي ربّة منزل لا يُعاشرها زوجها؛ Sloane (DeWanda Wise)، رائدة أعمال في علاقة مفتوحة مع زوجها؛ و Maggie (Gabrielle Creevy)، طالبة تُدرك أنها وقعت ضحية مدرّسها في المدرسة الثانوية.
جذب الدور Woodley لأنه يتماشى ورؤيتها إلى الجنس من زاوية ثقافية، وهو موضوع أثار اهتمامها عندما سافرت حول العالم في سن الثامنة عشرة. ”أصبحتُ مهووسة في سن مبكرة بموضوع الجنس والعلاقة الحميمة والطريقة التي نتعامل بها كأميركيين مع هذا الموضوع“، تقول. عندما قرأت Woodley كتاب Three Women، تتذكَّر أنها ”تأثرت بشدة برغبة Lisa في استكشاف هذه المواضيع في هذا البلد“.
تُفقد غالباً الفروق الصغيرة المهمة عند اقتباس نص وتكييفه مع متطلبات الشاشة، وكان من السهل تحويل هذه الشخصيات والصور الحميمة والفوضوية إلى حكاية عن ’المرأة القوية‘، وهو تعبير مجازي يهيمن حالياً على هوليوود في محاولة لرواية المزيد من القصص التي تقودها النساء. لم يكن هذا ما أرادته Woodley - ولحسن الحظ كان هذا الشعور مشتركاً بين Taddeo والفريق الإبداعي.
”في بعض الأحيان يكون الأمر محبطاً، لأن الكثير ممّا قرأت يدور حول تمكين المرأة والنسوية، ولكنَّ الطريقة التي تُروى بها القصص لا تصور النساء في الواقع بطريقة تمكينية. في نظري، التمكين يعني ببساطة الحقيقة، الضعف، الاعتراف بالخير والشر، الإيجابيات والسلبيات، القبح والجمال“، تقول Woodley. وتُضيف: ”دار النقاش بيني وبين Lisa حول ذلك؛ لا نحاول هنا تقديم فيلم يدافع عن النساء في كل أنحاء العالم ليصبحن أفضل نسخة من أنفسهن - إنه عرض يعترف فحسب بالواقع الذي تواجهه النساء“.
وكان ممكناً أن تتعرض الممثلة لضغط كبير، ليس لأنها الراوية الأساسية لسلسلة القصص فحسب، بل لأنها ستجسد كذلك دور المؤلفة، التي تؤدي دور كاتبةٍ في الفيلم. اعتبرت Woodley ذلك فرصة أُخرى للتفكير والتأمل.
”وجدت في Lisa مصدر راحةٍ وإلهام لأكون مستعدة أكثر للتعبير عن مشاعري ومشاركتها؛ ما زلت أعمل على تعزيز قدراتي في هذا المجال“، تقول. ”إنه أمر صعب إذ لم يتم تكييفي أو تربيتي بهذه الطريقة، ويبدو كأنني وجدت الإذن، من خلال Lisa/Gia، لأكون أكثر من مجرد مخلوق عاطفي ظاهرياً“.
يُضاف إلى الضعف العاطفي مشاكل أكثر تعقيداً عندما يكون الشخص مشهوراً مثل Woodley. لكن يبدو لي أنه لا يوجد فرق كبير بين Shay - المرأة التي استقبلتني بابتسامة دافئة وعناق وسمحت لي بالثرثرة عن مشاعرنا بطريقة عقلانية - وبين Shailene، ممثلة هوليوود. ويعود السبب إلى السلام الداخلي الذي وجدته منذ بلوغها الثلاثين.
”لطالما أحببتُ التقدم في السن، لكن الأمر أشبه بزفير؛ لقد انتظرتُ وقتًا طويلاً لتجربة عدم المبالاة بالطريقة التي ينظر فيها الآخرون إليّ وإلى حياتي والاختيارات التي أتخذها“، كما تقول. ”إنني متحمسة جداً لمواصلة التخلي عن الأمور التي تحكّمت بي في العشرين من عمري؛ لتجربة متعة الحياة بطريقةٍ صَعُب عليّ تجربتها عندما كنتُ أصغر سناً لأنَّ الطريقة التي تربيتُ بها تحكّمت بي بدلاً من الهوية التي خلقتُها لنفسي بنفسي“.
وقد طالت تلك الثقة أيضاً طريقة تعاملها مع عملها. بعد فترة وجيزة من عدم الاستقرار في أواخر عشرينات عمرها (تساءلت فيها: ”ماذا لو لم يكن أدائي بالمستوى المطلوب؟ ماذا لو كان عليّ التخلي عن التمثيل؟ ماذا لو كانت مرحلة في حياتي وعليّ الآن أن أتوقف عن العمل؟“)، أصبحت Woodley اليوم أكثر ثقةً من ذي قبل بقدراتها وتشعر أنها ليست مضطرة للعب لعبة الشهرة من أجل فرض حضورها. لقد انضمت إلى إنستغرام لسببٍ مختلف: أرادت في عام 2016 تشجيع الناس على التصويت في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وتمكّنت من تسليط الضوء على احتجاجات Standing Rock، وجمعت في عريضةٍ ضد Dakota Access Pipeline أكثر من 500,000 توقيع.
وجدت أيضاً أنها وسيلة ممتعة للبقاء على اتصال مع الآخرين، حيث نشرت إلى جانب مشاركاتها السياسية مقاطع فيديو راقصة. من ثمّ، بدأت الأمور تتغيّر بالنسبة إليها. بدأت تشعر بالإحباط بسبب اهتمام الجمهور المتزايد بأي شخص لديه منصة ينشر عليها مواضيع قد لا يفقه ماهيتها.
”أدركتُ أنَّ هناك ضوضاء أكثر من أي وقت مضى وأنَّ معظم الأشخاص الذين كنت أتابعهم، كانوا ينشرون شيئاً ما، ومع ذلك، كنت أعرف وراء الأبواب المغلقة، أنهم لا يعلمون في الواقع ما الذي يتحدثون عنه، وإنني أعاني من حساسية مفرطة تجاه الأشخاص الذين يتحدثون عن مواضيع لا يفقهون منها شيئاً“، تقول Woodley. ”أعتقد، بسبب ’ثقافة الإلغاء‘، أنَّ الجميع يشعرون أنه يتعين عليهم أن يكونوا حكماء وذكيين بشأن أمرٍ ما، ولكنْ لا أحد يريد فعلاً أنْ يَلْزَم الهدوء ويأخذ الوقت الكافي لقراءة الكتب وتثقيف نفسه والاستماع إلى الأشخاص الذين هم في الواقع على دراية جيدة بالمواضيع، وأن يكون مفكراً نقدياً“.
بدأت Woodley بتخفيف مشاركاتها على المنصة لتنصرف إلى المطالعة والاستماع إلى آراء المفكرين. ولكن، بعد ذلك، أتت علاقتها مع Rodgers. ”بصراحة، لم يخطر لي أبداً أن ملايين الأشخاص حول العالم كانوا في الواقع يشاهدون هذه الأمور ويهتمون بها. ومن ثمّ، واعدتُ شخصاً ما في أميركا كان مشهوراً جداً“، تشرح. ”كانت المرة الأولى التي أقوم فيها بعلاقة ’شهيرة‘ - بين قوسي الاقتباس - وشاهدتُ التدقيق والآراء ورغبة الناس في معرفة كل شيء عن حياتي وحياته وحياتنا - لقد شعرت بالانتهاك بطريقةٍ كنت أجدها ممتعة من قبل. أنا شخص يحب الخصوصية جداً، وعليه وجدتُ أنني كلّما نشرتُ شيئاً، شعرتُ فوراً أنني أشارك الكثير مما أنا عليه مع أشخاص لا أثق بهم بالضرورة“.
لقد مكنتها إزالة تطبيق إنستغرام من هاتفها لتقليل ضجيج وسائل التواصل الاجتماعي من التركيز بشكل أكبر على العناصر التي تستمد الفرح منها، وهي فلسفة تمتد إلى مجالات مختلفة من حياتها. أسلوبها غير الرسمي والمسترخي في اختيار أزيائها وتنسيقها، على سبيل المثال، يتّبع النهج نفسه.
وتقول: ”تبدو أصغر الأشياء في نظري كأنها أكثر شرائح السحر الصغيرة غير العادية على هذا الكوكب، لذلك إذا تمكنت من العثور على قطعة واحدة من الملابس تُمثِّل قطعةً من السحر، فهذا يجعلني أشعر وكأنني أحتفل بنفسي لأنَّ إطلالاتي بها تُشعرني بالراحة كأنني في منزلي“.
هناك سحر أيضاً في إيجاد دور ليس مُجزياً على المستوى المهني فحسب، بل على المستوى الشخصي كذلك - مثل Gia، الشخصية التي ساعدت Woodley على التواصل بشكل أكثر تعاطفاً مع نفسها والعمل خلال فترة كئيبة من حياتها. وتأمل أن يعود الفيلم بالإفادة نفسها على الجمهور الذي سيشاهده.
”أشعر أنَّ Three Women مهم جداً - في الغالب، على ما أعتقد، لأنّه كان مهماً جداً بالنسبة إليّ“، كما تقول. ”أشعر بالفخر لكوني جزءاً منه، لأنّه منحني حقاً نجمَ شمال في الوقت الذي افتقدت فيه حياتي إلى بوصلة تُرشدني. وأعتقد أنه يملك القدرة على توفير نجم الشمال لكثر آخرين في العالم يحتاجون إلى بوصلة تُهديهم إلى النور“.
تصوير Deirdre Lewis
لمَ تُعتبر مجوهرات الأحجار الكريستالية هدايا مثالية
